Duration 9:11

رسائل حب وغرام للقلوب النقية المغرمة - ريبر هبون - ذات جنون من كتاب أطياف ورؤى الرسالة الخامسة عشر China

Published 9 Apr 2023

ذات جنون أكتب إليك، أجر توابيت الصمت، حسرة الوادي، كبرياء الجبل، بكل الأحرف التي تتراصف بقوة وذهول على أرصفة الوجع التاريخي، تسطر بصمت آهات التائبين من الحب، العائدين إليه بعد كسر عصا التوبة البالية، أشكل من آهاتي إيقاعات متناسقة الأحزان، لتسمو جليِّة أمام روعة بكائك، أحلامي متصلة بروحك، تتآلف معها كل وقت، تعزف سيمفونيتها على وقع سجال الأحلام المنتهكة، خصلات شعرك تضم الرياح، تدرك التعايش مع النسيم الطلق، الذي يعيش هو الآخر، أسير كآبته المتنقلة فينا، أسعى أن أكون بلبلاً يستقي تغريده من صوتك، يهيم عشقاً بك، ينثني كآبة نحوك، يزرع روحه في روحك، يُجن على إيقاع تنفسك، يستقي أشجان تغريده من صوتك، الطيور تحدثني عنك، تزفُّ أخبارك لي، ترفرف على أسطح المنازل، الأشجار الباسقة، ويلتف القرميد حول مداخن الأبنية، تسمعني أنغامها الشجية، تحنو عليَّ، لأجل أن أهبها روائحها في رسائلي، فأنقياء الحب، أحرار الوجود الحقيقيون، يحملون الحب، رسالة خالدة للبشرية الملونة، وفاتنات الحب يزدن الشعلة توهجاً ووميضاً في ظلام الكراهية البشرية، تهيئ لغمار حبٍ عظيم.. في زمن الضوضاء، حيث يقيم الانهيار في مواطن الصخب، أبحث عن مكان يتسع لحريتنا يا حبيبتي، كم كلماتي تعشقك، كم همومي دافئة منعشة، تسبح في بحر الحب، بشراهة الماء وشراسة الغياب، أرسم وجهك بشوق، في دفتر الانتظار، أهزأ بالملل، داكنة أيام الهجرة، حبنا يوشك أن يوقع المرارة بفخ الأمل، يجعل الياسمين على صدرك مزهراً، لدفء حضنك مذاق الخلود الجميل، لنكهة القبلة الدافئة لون لاتساع المطر في أحداق النوافذ المطلة، على الممرات القصية، إحساسنا بالحب يطيل من أعمارنا، يجعل الأمل خاتماً بإصبعنا! أعبر مفترقات الدروب ومحطات البراري السوداء، أصعد عمق أحزاني ألمس ارتفاعه، أرتطم بجدرانه مخلفاً ورائي دموعي وهي ترتجف رهبة أمام سحرك، تتناثر أشواقي لآلىء ممزوجة بالماء، أتخطى زفير أنفاسي، أسعى باتجاه ذهابك وإيابك، أضمك رغماً عن الموت و المجهول، أرسم صورتك الجميلة على صفحة الغيوم، فينسكب مداد الحب مطراً على أشجار الزيتون والكروم، ياوردتي الحمراء، رويتني الندى سقيتني ألحان الينابيع، حين تتراقص انسياباً في مخيلتي، نثرت بوجودك أشلاء جراحي كثلج يغطي قمة شماء، همساتك تصحبني للحقول والبراري، تدفقي من ذاتي أسئلة وهواجس، أنت العطر الذي يدين التلوث في زمني الآسن، يحاكم قبح الأشياء، الأقحوان يحيطنا ساعة اللقاء، القرنفل الجبلي يهيِّج أحلامنا، كم يتكاثر بسرعة على شفتيك حين ألتقط أصابعك الناعمة، أستعيد فيها الدفء الذي يحتاجه كل من يقيم وسط الثلوج، هذي الغيوم تترصد كآباتنا، تقرع أجراس السوار في معصميك بالرغم من اشتعال الذهب بفرح فيك، فأنا أشم زندك، أطبع قبلة على كفيك، أتبعثر في أجزاء جسدك، ألثم خجل البحر في توجسه بك، ألعق عسل الكآبة لوحدي، حين أنفرد به في جهة منزوية شاحبة من هذا العالم الاسفلتي، في وجود أصم ألغى الموسيقا واكتفى بالدمار، أقصى فيه البلابل، لوَّح باستقبال الطائرات، أشدك نحو صدري، أرفعك إلى السماء، أفر إلى أعماقك المبتلة عزف صدى وموسيقا لا تتوقف، أجلس منتظراً مجيئك، أتململ قرب طاولة الترقب، أسترق السمع لصوت الينابيع، مصغياً للبلابل التي هجرت آفاق عينيك، أرحل كطيفٍ عبر الظلال، مشرَّداً في تضاريس الألم، تتناثر الكآبة فوق خدودي نشيد مطرٍ وقوس قزح، تنهمر حبال السحب على معطفي الأزرق، وتنمو كل الزهور الحمراء من أجلنا، لتتساقط أدمع الندى فهذا الحزن طويل وهذا الشحوب يسير بذاكرتنا وبطرقاتها المكتظة بالفناء، ترعانا الولادة وتعتني بنا المرايا النقية التي تتهاطل علينا من شفاه السماء، أغنيتي الشجية أنت، وميلاد لآمال الشعوب في الحرية ومحو الظلم، منديلي الملوَّن الذي أمسح به جبيني ودمعي، هذه الأنغام والعطور والبرك الجذابة تغمرني بدلالها، الأغطية الدافئة تدعونا لنلتحف من خلالها، الشراشف البيضاء تغمرنا بانسياب حين تغمرنا بعناقٍ شجي، عطرك يصل إلى نبضاتي البطيئة، خصلات شعرك قيثارة أرنمها طوال الليل، أخبريني عن الهواء العذب، أبوسعك أن تحميه بأناملك فهو ملوث في الفضاء، في فضاء لا يحمل صدى عطرك، أطلقي عنفوان الكبرياء من نهديك إلى قمم الجبال، رصاصة سحر تعتقل البرد للأبد.. رسائلي تتناثر غرقاً في بحار تموجاتك، تستقر نشيداً تائهاً مثل الياسمين الأبيض على سريرك وقميص نومك الأبيض، دقيقة واحدة من عناقنا بوسعها أن تحدث شرارة متوهجة في بحر أحزاننا، فليتسرب شعاعك كالشمس إلى عينيَّ، لتتحولي إلى قمرٍ يزفُّ البشرى إلى ناظري، لتنهمري كالمطر إلى قلبي الغارق في الظلام، إن عالم الحب ينساب ملء رحابة الحزن وروعة الجمال، ففي جنباته حدائقُ غناء، ترتفع النوافير الفائضة في كل ركن من أركانه، تلقي أضواءها بقربنا تجعلني أقف بكامل سروري أمامك، حتى أن كل وردة باتت تحلم أن ألتقطها لأقدمها لك، في كل مدائن العشق تنساب أخيلة الروح عائمة في طوفان الشوق، تأخذ ألقها من وحي ارتطام الموسيقا الهادئة بشحوب الليالي الثملة، تأخذ إيقاعاتها من الأغنيات، ترافق ترنيمة قلبك، ترنو للحظات قادرة على إبعاث الدفء والأمان فينا مجدداً، في إيقاعٍ شجي يسبح تيهاً في آفاق العيون، تأخذني في مساءات الحيرة، تباعدني إشارات الضوء المزدانة في المدائن ترتفع أصوات المارة، لكن وجهك يطلُّ بهدوء ريفي متواصل يزف إلي عطور الجبل ونبضه في مخيلتي، لم تغيرها ضوضاء المدن وازدحاماتها وهياكل السجائر المتعبة في منفضات الرماد، بحبنا العميق غيَّرنا مواقيت الفصول فأصبح الشتاء كوخاً مغطى بالثلج يجمعنا قرب موقدة الحطب، و الربيع حديقة خضراء تجمعنا معاً بدقيقة عناق وشوق أبدي، حيث غدا الصيف فسحة مليئة بالسهر الخفي الذي يلتقطنا من أعماقنا نجمتين تنتشل بحراً غارقاً بعبابه، حائراً باتساعه، نعبر أزقة الهواء كملاكين، فيأتي الخريف ليعبر أمامنا، يتأملنا، يرتدي طقوس حبنا، يثمل، يكون شاهداً على ميثاق الحب الذي صعقنا به الوجود، فنكون عبر مدارات الفصول فصل غرام خالد.. ذات جنون هي رسائل عاطفية تأملية كتبها ريبر هبون بين 2006 و2007

Category

Show more

Comments - 0